الموضوع الأول
التداوي بالأعشاب أخطاره ومحظوراته:
رغم أن التداوي بالأعشاب وخاصة للحالات المرضية العارضة البسيطة من العادات التي توارثناها من أجدادنا وجداتنا إلا أنه أمر خطير حقيقة لا بد من التنبيه إليه. الأعشاب يجب النظر إليها على أنها أدوية معقدة بحاجة لأخصائيين لتوضيح استعمالاتها و طرق تحضيرها والكميات المسموح بتناولها يومياً وبأية جرعات وعلى أية فترات وإلا عرضنا صحتنا لأعراض جانبية وأخطار صحية متعددة.
- كل عشبة وكل ورقة أو بذرة نبتة على سبيل المثال تحتوي على أكثر من مادة فعالة بداخلها وبعض هذه المواد وخاصة بالكميات أو التركيز الخاطئ قد يهدد صحة أو حياة الإنسان. للأسف توارثنا العديد من العادات الخاطئة والتي لا يزال يمارسها الكثيرون في تحضير بعض الأعشاب وأبسط مثال على ذلك مثال استعمال كميات كبيرة من أوراق العشبة أو استعمال تركيز عالي من بذور النبتة أو مطحونها أو غليها لفترة طويلة بينما يوصى و يسمح بإضافة عدد قليل فقط من أوراقها أو بذورها إلى ماء ساخن وبدون غلي و لعل أبسط وأشهر مثال على ذلك الطرق الخاطئة في استعمال الميرمية في الشاي والتي يجب أن تنقع كمية صغيرة منها بالماء الساخن بعد غليه وألا تغلى مع الماء.
-لابد من استشارة مختصين عند الرغبة بتجربة التداوي بالأعشاب ولا بد من استشارة أمثال هؤلاء الأطباء والصيادلة المختصين بهذا المجال والذين يعملون في مراكز طبية وبحثية علمية موثوقة حول طرق استعمال وتحضير أية عشبة للتداوي. ومن الأمور الخطيرة التي يجب التنبه إليها والتحذير منها خطر استشارة الغير مؤهلين كالعطارين في الأمور الصحية ، ولعل من أخطر ما يفعله هؤلاء عن جهل عمل خلطات من أعشاب متعددة وبيعها للبسطاء من الناس وكثيراً ما تحتوي خلطاتهم على أعشاب تحدث بينها تفاعلات خطيرة و يحظر استعمالها معاً وتكون بتركيز خطير يهدد الصحة وحياة الإنسان.
- يجب التنبه إلى أن الأعشاب تتفاعل مع الأدوية والعقاقير الحديثة المصنعة إذا كان يتعاطاها المريض وقد تقلل أو تزيد من فعالية الدواء الذي وصفه الطبيب لمريضه بطرق متعددة أبسطها تقليل أو زيادة امتصاص الدواء من الأمعاء مما يقلل أو يزيد تركيز الدواء بالدم وبالتالي يعرض ذلك صحة وحياة المريض للخطر. كما أن بعض الأعشاب يمنع استعمالها منعاً باتاً من قبل الأشحاص المصابين بأمراض معينة وإلا تسببت بوفاتهم أو بأضرار صحية بليغة ، لذلك يجب استشارة الطبيب المعالج قبل استعمال أي علاج عشبي وعدم إخفاء الأمر عنه في حالة استعمال اية أعشاب طبية. من أشهر الأمثلة التي توضح التفاعل بين الأعشاب والأدوية والعقاقير الحديث مثال الزنجبيل، فرغم أن الزنجبيل يستعمل بكثرة في بلادنا إلا أنه يحظر استعماله أو تناوله من قبل الأشخاص الذين يعالجون بأدوية تؤثر على تخثر وسيولة الدم فالزنجبيل في هذه الحالة يزيد من سيولة الدم ويزيد من خطر حدوث النزيف.